من المعالجة الآلية إلى التوليد الآلي للغات الطبيعية
- آخر تحديث:
ساهمت اللسانيات التطبيقية وعلوم الحاسوب في دراسة اللغات الطبيعية ونمذجتها على مستوى لتصبح لغة حاسوبية يمكن معالجة آليا (NLP)، وقد كان لهذه الأخيرة دور بارز في تطوير الفهم الآلي للغة (NLU) والتوليد الآلي للنصوص (NLG)، وقد اعتبرت هذه الحقول من أبرز مخرجات الذكاء الاصطناعي اللغوي، حيث يتناول الفهم الآلي للغة كيفية تفسير الأنظمة الحاسوبية للغة البشرية بطرق تشبه الإنسان، مما يتيح لها توليد النصوص، تلخيص المحتوى، الاستجابة الصوتية، وترجمة النصوص
تقديم:
يعتبر التقاطع بين اللسانيات والحوسبة اللغة الطبيعية حقلا معرفيا سريع التطور نظرا لتأثره الكبير بالتكنولوجيا ومتطلبات المجتمع، حيث كانت بداية المعالجة الآلية للغات الطبيعية مهتمة ينمذجة المستويات اللسانية فساعد ذلك في بناء نظم وتطوير خوارزميات تعمل على معالجة المستوى الصرفي، والمستوى التركيبي والمستوى المعجمي وغيرها من المستويات، وبالموازاة مع ذلك كانت هناك بوادر سعت إلى تطوير حاسوب لقيام بالمهام الإنسانية، ومن بين هذه المهام وأبرزها: نظم الترجمة الآلية، ثم تتابعت الأبحاث وتكاثرت الابتكارات المتعلقة بالمعالجة الآلية للغات الطبيعية (NLP)، فنتج عن ذلك انتشار حقلين فرعيين كبيرن هما: الفهم الآلي للغة الطبيعية (NLU) والتوليد الآلي للغة الطبيعية (NLG).
قد يبدو للقارئ في الوهلة الأولى أن هناك فرق، انطلاقا من المفاهيم، بين الفهم الآلي والتوليد الآلي للغات الطبيعية، لكنه وبعد النظر في وظائفهما يتبين بأن الحقلين يعملان بشكل متكامل في العديد من التطبيقات والأنظمة، ويمكن التمثيل لذلك بالنظم التي ترتكز على المحادثة آلية، حيث أن عملية الادخال تبدأ بنظم المعالجة الآلية للغات الطبيعية المساعدة في تحليل الدخل (Input)، وبعدها يتم استخدام مجال الفهم الآلي لفهم طلب المستخدم، ومن ثم استخدام التوليد الآلي لتوليد للإجابة وتقديم الرد المناسب. هذه التكاملات تساهم في تحسين تجارب المستخدمين وزيادة قدرة الأنظمة على التعامل مع مهام معقدة بشكل أكثر كفاءة.
الفهم الآلي للغات الطبيعية (Natural Language Understanding – NLU):
يركز حقل الفهم الآلي للغات الطبيعية على قدرة البرامج والنظم الحاسوبية على فهم وتفسير اللغة البشرية بطريقة تكاد تشبه الطريقة التي يفهم بها الانسان اللغة ويفسرها، ويتمثل ذلك في فهم المعاني، وتحديد النوايا، وتحليل المشاعر، وتفسير السياق، وغير ذلك، ومن بين التطبيقات الخاصة بهذا الحقل نجد:
تحليل النصوص: استخراج المعاني من النصوص الكبيرة وتحليلها لفهم المحتوى.
أنظمة الاستجابة الصوتية: مثل المساعدات الشخصية التي تفهم أوامر المستخدم الصوتية.
التلخيص الآلي: تلخيص النصوص الكبيرة إلى نصوص أصغر ذات معنى واضح.
ترجمة الآلة: فهم النص بلغته الأصلية لترجمته بدقة إلى لغة أخرى.
التوليد الآلي للغات الطبيعية (Natural Language Generation - NLG):
يتمثل حقل التوليد الآلي للغات الطبيعية في بلورة نظم حاسوبية ذكية قادرة على إنشاء نصوص جديدة بشكل تلقائي تتسم بالطابع التركيبي وتحمل دلالة معينة بناء على طلب المستخدم، لذلك فالتوليد الآلي للغة يعتمد على فهم قواعد اللغة واستخدامها لإنشاء جمل ونصوص منطقية وذات معنى، ومن بين التطبيقات الخاصة بهذا الحقل نجد:
كتابة المحتوى: إنشاء مقالات أو تقارير بشكل آلي.
إنتاج البيانات الصوتية: مثل تحويل النصوص إلى كلام.
التحاور الآلي: تطوير روبوتات محادثة (Chatbots) قادرة على التواصل مع البشر بشكل طبيعي.
توليد الردود الآلية: الرد على الأسئلة أو الطلبات بناءً على المدخلات المقدمة.
تم تدوين المقالة بواسطة: ابراهيم حبيبي
تحميل...